حكومات الدول تهدف دوما بتوفير أفضل رعاية صحية للمواطنين على أكمل وجه، وذلك من أجل صحة المريض وحرصا منهم على سلامتهم الصحية والنفسية، لذا بدأت المؤسسات الصحية بالتعاون مع الجهات المختصة بالأمر بتطوير الحقل الصحي والوصول بمستوى الخدمة المقدم للمرضى، بالإضافة إلى أن الغرض من رعاية الجودة الصحية هو الحد من انتشار الأمراض، لذا قررنا أن نقدم لكم شرح تفصيلي من أجل توضيح أهم الأساليب والطرق التي يتم اتباعها من الارتقاء بجودة الرعاية الصحية بشكل عام.

جودة الرعاية الصحية

أن رعاية الجودة الصحية تختلف من مكان لاخر، وذلك بسبب اختلاف الموارد المتاحة في كل دولة، فضلا عن أنه يمكن تعريفها على أنها الخدمة الصحية المقدمة لجميع الأفراد على  أكمل وجه وذلك دون فرض أي تكلفة مادية كبيرة على المواطنين، فضلا عن أنه يمكن تعريفها على أنها الطريقة الملائمة التي يتم اتخاذها من أجل حل كافة المشكلات الصحية التي تواجه الأفراد، واتباع الأساليب الحديثة في معالجة الأمراض الخطيرة واستخدام الموارد الطبية المتاحة والموجودة دون اسراف أو تبذير فيها.

كما أنه تم وضع تعريف دقيق لرعاية الجودة الصحية بأنها عبارة عن مجموعة من المقاييس التي يتم استخدامها للعاملين في المجال الصحي من أجل تشخيص العديد من الأمراض بشكل صحي ودقيق.

العلاقة بين الجودة الصحية والمريض

لقد أكدت التجارب والخبرات أنه يوجد علاقة وطيدة بين الحالة النفسية للمريض والرعاية الصحية المقدمة له، ولها تأثير كبير على صحة المريض لذا سعت واهتمت كثيرا برضا المريض عن جميع الخدمات والعلاج المقدمة له، فضلا عن أن التفاعل مع المريض ومشاركته حالته الصحية يساهم بشكل كبير في تحقيق نسبة الشفاء، بالإضافة إلى الاهتمام بالحالة النفسية للمريض تعد من الأركان الأساسية التي تدعم صحة المريض وتحقق نجاح كبير بالنسبة للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة وغيرها، لذا الكثير من المؤسسات المعنية تهتم بأخذ رأي المريض في مستوى الخدمة المقدمة له، وفي بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية يتم تعويض المرضى في حالة عدم رضاهم عن الخدمة والرعاية الصحية المقدمة لهم.

جودة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من الدول الكبرى التي تقدم أجود وأفضل الخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية لكافة المرضى، حيث أنها اعتنت بشكل كبير بالوصول إلى أعلى جودة صحية في القرن التاسع عشر، واتخذت العديد من الخطوات بهدف تحسين هذه الخدمة وذلك من خلال قيامها بمراجعة مدى فاعلية الخدمة والرعاية الصحية المقدمة لهؤلاء المرضى، ومعرفة الأخطاء الشائعة التي تعيق من مستوى خدمة الرعاية الصحية والعمل على حل وتصحيح هذه الأخطاء، بالإضافة إلى السعي المستمر في التأكد من مدى تطبيق الخطوات الخاصة بالرعاية والتأكد من أنه يتم تطبيقها بشكل دقيق، فضلا عن أنه تم إنشاء لجنة مشتركة من أجل متابعة مدى تطبيق معايير الجودة على المستشفيات وهذه اللجنة لا تهدف الى تحقيق ربح مادي بل هدفها الأساسي هو توفير أفضل رعاية للمرضى والعمل الدائم على الاعتناء بصحة المريض .

شاهد: دبلوم ادارة الجودة الصحية

 طرق تحسين جودة الرعاية في المرافق الصحية

لقد تنامى إلى وعي وفكر العالم بأن جودة الرعاية الصحية والارتقاء بها هي العامل الأساسي والرئيسي في الحفاظ على حياة الفرد وبالأخص الأمهات والأطفال حديثي الولادة، حيث أن عدد الوفيات المتعلق بالنساء الحوامل يصل إلى ٣٠ مليون سيدة على مستوى العالم، لذا قررنا أن نوفر لهم الرعاية الصحية الجيدة التي تحد من حدوث هذا العدد من الوفيات، والكثير من البلدان بدأت الآن أن تستهدف الرعاية الصحية وتحاول بقدر الإمكان الارتقاء بجودة الرعاية الصحية، وذلك من خلال القيام بالآتي:-

• يجب أن تتلقى كافة النساء الحوامل الرعاية الكاملة في جميع الأوقات حيث أن منظمة الصحة العالمية توضح أن المرأة الحامل يلزمها زيارة للطبيب ٨ مرات كحد أدنى خلال فترة الحمل، وذلك من أجل متابعة الحالة الصحية لها واكتشاف الأمراض التي تهدد حياتها وحياة الجنين، وتوفير الدعم لها أثناء الحمل وأخذ كافة الاحتياطات والتجهيزات لها استعدادا لمرحلة الولادة.
• يجب ابقاء الأبناء مع الأم بعد الولادة مباشرة داخل المستشفى وبعد الولادة يتم إبقاء الطفل في حضن الآم لكي يشعر بالأمان وأن يكون ملاصق لصدر الأم لكي يتمكن من الرضاعة، ولابد من الحفاظ على تدفئة ونظافة الطفل، وأن يتم إعطائه الفيتامينات والأدوية الضرورية، فضلا عن متابعة وقياس درجة حرارة الطفل، وعدم السماح لهم بالخروج من المستشفى الا بعد مرور ٢٤ ساعة من وقت الولادة من أجل التأكد والاطمئنان على حالتهم الصحية.
• يجب أن يتم توفير سجل طبي دقيق وكامل للمرأة والأطفال حديثي الولادة، وذلك من أجل توثيق المتابعة السريرية والرعاية ومعرفة كافة الأمراض الخاصة بهم للاكتشاف السريع للمضاعفات ومتابعة النتائج الصحية، ويجب أن يتم توثيق كافة التفاصيل الخاصة بالطفل حديث الولادة و التطعيمات واللقاحات التي تلقاها، وتدوين عمر ووزن الطفل.
• تقديم أفضل رعاية للأطفال الذين يولدون قبل موعدهم الأساسي فهم يكونون أكثر عرضة للوفاة أو الإصابة ببعض المضاعفات الصحية الخطيرة، لذا يجب أن يتم توفير التدفئة اللازمة لهم، وتغذيتهم جيدا من خلال الاعتماد على حليب الأم، ووضع الطفل في الحضان فهي غرفة مجهزة بكافة الأجهزة التي تساعد الطفل على النمو دون حدوث أي اضطراب أو خلل صحي لهم.
• يجب توفير مكان نظيف للأم والجنين من أجل عدم إصابتهم بأي نوع عدوى مكتسب، حيث أن مثل هذا النوع من العدوى يزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الموت، وبعض الاحتياطات التي يجب الأخذ بها تتمثل في غسل اليدين جيدا بالماء والصابون واستخدام الكحول قبل فحص المريض وبعد الانتهاء من الفحص، بالإضافة إلى التخلص من النفايات والأدوات الحادة بطريقة آمنة وتطهير وتعقيم كافة الأدوات التي تم استخدامها من قبل أثناء الولادة، فضلا عن تطهير وتنظيف غرفة الولادة جيدا.
• ينبغي أن تتوافر في كافة المرافق الصحية بيئة مادية ملائمة لجميع الحالات والتي تتمثل في توفير طاقة ومياه وصرف صحي، بالإضافة إلى إتاحة مرافق تتيح لك التخلص من كافة النفايات الموجودة في المرافق الصحية بطريقة موثوقة وغير ضارة بالبيئة، ويجب أن يتوافر لدى هذه المرافق مخزون كبير من المستلزمات والأدوية والمعدات.
• لابد من توفير كامل المعلومات لأسرة المريض، وتوضيح كافة القرارات الطبية الواجب اتخاذها بشأن علاج هؤلاء المرضى، بالإضافة إلى توفير كامل الرعاية الصحية للمريض وأن يتم مشاركة أسرة المريض الحالة الصحية الخاصة به، وتوضيح تفصيلي للمضاعفات التي قد يتعرض لها.
• عدم تعريض المرأة الحامل إلى أي أفعال ضارة بها أثناء فترة الولادة، فضلا عن الإعلان السريع للبدائل الخاصة بالرضاعة.
• كما أن العديد من الأساليب التي يمكن اتباعها من أجل الارتقاء بمستوى الخدمة الصحية المقدمة لجميع المرضى تتمثل في تحديد الحالة الصحية للمريض، ومعرفة نسبة الخطر التي تهدد صحة وحياة المريض، فضلا عن أن توفير الأدوية وبعض المعدات التي تساهم في تشخيص الحالات سريعا من ضمن الأساليب التي تساعد وتساهم في الارتقاء بمستوى الخدمة.

اقرأ ايضاً: الجودة الصحية في التمريض

اقرأ ايضاً: ما هي الجودة الصحية والهدف منها وطرق تقديمها وتطويرها

شاهد: ماجستير جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى