مفهوم علم الإرشاد الأسري
يهدف علم الإرشاد الأسري إلي مساعدة أفراد الأسرة في حل جميع مشكلاتهم، والتعرف على إيجابيات وسلبيات هذه المشاكل، ومعرفة نقاط قوتها ونقاط ضعفها لتحقيق التوافق الأسري، ولأن طبيعة المشكلات تختلف من شخص إلي آخر، وهذا الإختلاف يرجع إلى العديد من العوامل منها، الجانب الثقافي حيث يعيش كل فرد في بيئة مختلفة عن الفرد الآخر، الفروق الفردية حيث أن كل فرد له شخصية وتفكير خاص به، ولهذا أصبح علم الإرشاد الأسري لا غني عنه في توجيه وحل مشكلات حياتنا الأسرية، بالإضافة إلي دور المرشد أو ما يعرف بالمعالج في تحويل الإرشاد الأسري من مجرد آراء وأفكار إلي تدريبات وجهود عملية تطبيقية، وقد ظهر الإرشاد الأسري في الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا في السبعينات، ومنذ ذلك الحين إكتسب أفقاً جديدة في شتى البقاع المختلفة حول العالم.
مراحل الإرشاد الأسري
يعتبر علم الإرشاد الأسري فن ومهارة، حيث أنه يتعامل مع جميع المشكلات الجماعية والفردية التي تحدث في الأسرة، كما أصبح من الصعب إلزام المرشد الأسري بوضع قوانين معينة ثابتة من أجل التعامل مع المشاكل، ولكن يمكن وضع إستراتيجية وخطة محددة للإرشاد الأسري والسير عليها لضمان حل المشاكل التي تطرأ على معظم الأسر في مختلف أنحاء العالم.
-
أولاً تحديد طبيعة المسترشد:
من الضروري في البداية معرفة المرشد طبيعة المسترشد وطريقة تعامله مع المشكلة التي يقع فيها، ولذلك من المهم إمتلاك المرشد المهارة والخبرة الكاملة لمعرفته بطبيعة شخصية المسترشد، وبمجرد معرفتها يقوم بوضع أسس العلاج ومساعدة المسترشد على حل كافة المشاكل.
-
ثانياً كشف الجانب الذاتي المسترشد:
يحدث الكثير من المشاكل الأسرية نتيجة رد فعل لتصرف خفي غير ظاهر، ولذلك فإن من الضروري معرفة المرشد الأسري الجانب الذاتي للمسترشد، والتصرف بذكاء وإنتباه، لمعرفة ما يخفيه المسترشد عند التحدث، نظراً لأنه يحب التحفظ في الحديث عن التصرفات الخفية الغير واضحة التي يفعلها، ومن ثم يتمكن المرشد من معرفته بالأمور المخفية وتقديم المساعدة ويد العون إلي المسترشد.
-
ثالثاً تحديد طبيعة السلوك الإجتماعي عند المسترشد:
يواجهة كل شخص المشاكل التي تقابله في حياته بطريقة مختلفة على حسب شخصيته، فقد يواجهة بعض الأفراد هذه المشاكل بالعزلة، والبعض يواجهها بصدر رحب وكهذا، ولذلك يلزم علي المرشد معرفة السلوك الإجتماعي للمسترشد عندما يواجهة المشاكل في حياته الشخصية، وهذا يساعد المرشد على تحديد المسار العلاجي للمسترشد.
أهداف الإرشاد الأسري العامة والخاصة
يهدف الإرشاد الأسري بشكل عام إلي مساعدة كل أفراد الأسرة في تنمية العلاقات الإيجابية بينهم، وتحقيق الإستقرار المطلوب بين أفراد الأسرة، والذي ينتج عنه إستقرار المجتمع، بينما هناك عدة أهداف للإرشاد الأسري على النحو الخاص وهي كالتالي:
- يهدف الإرشاد الأسري إلى تعليم أصول التنشئة الإجتماعية الصحيحة، حيث أن كل فرد من أفراد الأسرة له كيانه وشخصيته المستقلة، كما يمثل الفرد الواحد مع باقي أفراد الأسرة وحدة إجتماعية متكاملة.
- تحقيق التوافق النفسي والانسجام في العلاقات والروابط بين أفراد الأسرة، ومن ثم تحقيق الإتصال الفعال وحل المشكلات والإضطرابات، وكذلك يمكنهم التعبير عن مشاعرهم و انفعالاته تجاه بعضهم البعض بكل حرية.
- معرفة الخلل الوظيفي الذي تسبب في افتعال المشاكل، وبالتالي تحديد السلوك الجديد الذي تراه الأسرة مناسب للحد والتخلص من المشاكل.
- يهدف الإرشاد الأسري إلي تحقيق نمو الشخصية وأداء الواجبات الإجتماعية في جو أسري مريح ومشبع بالطمأنينة.
- يساعد علم الإرشاد الأسري في سد الفجوة التي تحدث بين أفراد الأسرة وخاصة بين الزوجين، عن طريق توفير أسلوب تعامل سليم ومساعدتهم في حل مشاكلهم.
- توجيه وإرشاد الشباب المقبلين على الزواج، لحماية أسرتهم من التشتت والتفكك.
شاهد أيضا:-تعريف الإرشاد الأسري.. تاريخه..وأهم اهدافه
كيف تتحقق هذه الأهداف؟
يعتبر الوالدان عنصر أساسي وفعال في نجاح أي أسرة، فيجب على الآباء ضبط النفس والتحكم في الإنفعالات والغضب أمام الأبناء، لأن الطفل يتأثر بوالديه ويقلدهم في الغضب والإنفعال دون تمييز، وبالتالي يصبح الطفل ضحية لسلوك والديه الخاطئ، وينشئ طفل معقد نفسياً غير قادر على مواجهة المجتمع. ولذلك يجب تنشئة الأبناء على المبادئ والقيم الإسلامية، وتعلم أصول الحياة الأسرية السليمة، ومن ثم يتمكن جميع أفراد الأسرة من حل مشكلاتهم والحد من الإضطرابات الأسرية، وهذا يضمن حياة أسرية سعيدة مليئة بالأمن والأمان.
تاريخ اخر تحديث: 2024-11-23 01:27:16