علم النفس الإكلينيكي و علم النفس الإرشادي .. الفرق بينهما .. الخصائص .. والمميزات
الكثير من الأشخاص لا يدركون الفارق الكبير بين علم النفس الإرشادي وعلم النفس الإكلينيكي، حيث أنهم في الغالب يؤدون نفس العمل ومن كثرة التشابه بينهم يجعل التفرقة بينهم في غاية الصعوبة، بالإضافة إلى أن عملهم يكون في نفس الأماكن سواء في دور الرعاية الصحية وغيرها من الأماكن المختلفة، ويوجد تداخل واشتراك في الأدوار الموكلة إليهم، بالإضافة إلى أن الاختلافات بينهم تكون طفيفة جدا وغير ظاهرة إلا في مجال الدراسة.
علم النفس الإكلينيكي
من خلال النقاط الآتية سيتم شرح بعض المعلومات الخاصة بعلم النفس الإكلينيكي:-
- من خلال دراسة علم النفس الاكلينكي بشكل عميق يتضح لنا أن كلمة اكلينكي تم اشتقاقها من كلمة كلينيكوس، وهي كلمة يونانية وتعني التواجد الدائم بجوار سرير المريض.
- يعد علم النفس الإكلينيكي من أهم العلوم النفسية التي تهتم بالصحة النفسية، حيث أنه يحكمه مجموعة من القوانين والقواعد الدولية ويسير وفق نهج علمي مدروس بشكل دقيق يهدف إلى مساعدة الناس في مشابهة كافة التحديات الخاصة بالصحة العقلية، حيث أن الطبيب النفسي الاكلينكي يميل بشكل كبير إلى التعامل مع الأمراض العقلية التي تتسم بشدة الخطورة والصعوبة.
- وشهد علم النفس الإكلينيكي تطور كبير وسريع في مجال الطب النفسي في عام ١٨٩٦ على يد العالم ويتمر فهو أول من استعمل المفهوم الخاص بعلم النفس الإكلينيكي، حيث انه يهتم كثيرا بالتشخيص والتقييم الخاص بالأطفال الذي تعاني من الإعاقة البدنية والتخلف العقلي، وتم وضع اول أساس ثابت وراسخ لتدريب كافة المختصين بشكل مطور وتقني في العلاج النفسي داخل المجتمع، وذلك كان عام ١٩٧٥ على يد الجمعية الخاصة بعلم النفس.
شاهد: دبلوم أخصائي التخاطب - بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اهتم علماء النفس الاكلينكي بالتعامل مع الجنود الناجين من الحرب، والعمل على علاج الاضطرابات النفسية التي يعانون منها، بالإضافة إلى التصالح مع الصدمة التي تعرضوا لها بسبب رؤيتهم لاصدقائهم يُقتلون أمامهم رغم أن هذا العمل كان من اختصاص الطبيب النفسي في السابق.
- يتم التركيز من قبل المختصين والدارسين لعلم النفس الإكلينيكي على عدة أمراض نفسية أهمها مرض الاكتئاب والاضطرابات الناتجة عنها، فضلا عن علاج الأمراض الخاصة باضطراب ثنائي القطب.
- معظم علماء النفس الاكلينكي يعملون داخل كليات الطب وأيضا المستشفيات، بالإضافة إلى أن الكثير منهم يعمل في الاستشارات الخاصة بالصحة العقلية.
خصائص علم النفس الإكلينيكي
يحتوي علم النفس الإكلينيكي على عدة خصائص أهمها الآتي:-
- الاهتمام بعملية الإقناع السلوكي عند البدء في علاج المرضى أو الأشخاص الذين يتعاملون معهم.
- التركيز الأساسي الخاص بعلماء النفس الاكلينكي يكون قائم على التحليل النفسي المبدئي.
9 مميزات مهمة لعلم النفس الاكلينيكي
سنذكر لكم مميزات علم النفس الإكلينيكي، وأهم الأهداف المتعلقة به، وذلك على هذا النحو:-
- علم النفس الإكلينيكي يعمل على إبراز أهم المكونات الخاصة بالصحة العقلية والنفسية للشخص، ويساهم في تقديم المساعدة الفعالة لجميع المصابين لفهم مرضهم والتعامل معه.
- سعيه الدائم إلى المعالجة الجماعية بدلا عن الاكتفاء بنظام العلاج الفردي فقط، وهذا يزيد من رغبة الأفراد في المثول للعلاج وأخذ خطوة إيجابية نحو الشفاء، والعمل على تشجيعهم للخضوع للعلاج.
- يهتم بدراسة التاريخ المرضي للفرد، والربط بين هذا التاريخ واستعمال الوسائل الحديثة المتعلقة بالتحليل وتطبيق العلاج الحديث المناسب لكل حالة على حدة.
- يتم التعامل بطريقة ذكية وفعالة مع الأشخاص الذين يشتكون من المرض الذهني، ووضع خطط ممنهجة في التعامل معهم وعلاجهم، حيث أن علم النفس الإكلينيكي يطبق كامل الدراسات الحديثة والفعالة في شفاء الحالات النفسية المستعصية.
- يقدم علم النفس الإكلينيكي العديد من النصائح العلمية الحديثة عن ممارسة الرياضة والأكل والنوم، فضلا عن توضيح بعض الطرق المختلفة المتعلقة بادارة الآثار السلبية الناتجة عن المشاكل العقلية.
- يقوم علم النفس الإكلينيكي بعمل بحث شامل عن المريض، وذلك من أجل فهم كافة الأعراض الظاهرة عليه، ومن ثم تطبيق العلاج المناسب له.
- علم النفس الإكلينيكي يقدم أحدث الأساليب العلمية التي تساعد الأشخاص الذين يعانون من حالة الاضطرابات النفسية والانفعالية.
- الأشخاص المختصين في مجال علم النفس الإكلينيكي يلجأون دوما إلى العمل داخل الجامعات والقيام بالتدريس داخل تلك الجامعات من أجل نشر أفكارهم وأبحاثهم العلمية التي تساعد في تطوير الحالات النفسية التي يعاني منها البعض.
- علم النفس الإكلينيكي له دور فعال في شرح أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الأعراض الجانبية الخاصة بالأمراض العقلية، وتوضيح المدة الزمنية التي يستغرق العلاج، والتكلفة المادية لعلاج بعض الحالات ومدى استجابتهم للعلاج، فضلا عن شرح شامل للأسباب التي دفعتهم إلى وصف هذا الدواء دون غيره.
شاهد: دبلوم علم النفس الاكلينيكي
علم النفس الإرشادي
- علم النفس الإرشادي عكس علم النفس الإكلينيكي، حيث أنه يهتم كثيرا بالأناس الأصحاء الذين لا يعانون من أي أمراض عقلية خطيرة، فعملهم الدائم يكون أكثر تركيزا على المشاكل الاجتماعية والعاطفية والقضايا الجسدية التي يعود سبب نشأتها وظهورها عائد إلى الضغوط الحياتية التي يتعرض لها الفرد في نطاق الأسرة والمدرسة والعمل.
- كما أن نطاق عملهم يكون أكثر اهتماما بالعميل ويهتم بالوقاية والتعافي من تلك الضغوطات بدل من اهتمامه وتركيزه على علم الأمراض.
- يقدمون علماء النفس الإرشاديون بعض النصائح الإرشادية الخاصة بالتعامل مع الفئات المحيطة معهم، وتقديم المشورة والنصح فيما يتعلق بقضية تعاطي المخدرات، فضلا عن التوجيه المباشر الخاص بالحياة المهنية وغيرها من القضايا المتشابهة مع هذه النوعية من المواضيع.
- يتم تعيين علماء النفس الإرشاديون داخل مراكز إعادة التأهيل، وفي الجامعات والعمل كباحثين ومشرفين في مجال الإرشاد النفسي، وتقديم المساعدة في الأماكن الخاصة بالخدمة الإنسانية.
4 خصائص لـ علم النفس الإرشادي
علم النفس الإرشادي يتمتع بعدد من الخصائص أهمها:-
- توافر الإرشاد والحصول عليه بكل سهولة ويسر.
- القيمة المادية أو التكلفة المادية المدفوعة في الحصول على الإرشاد معقولة وليست باهظة الثمن.
- يوفر لك الإرشاد الكثير من المواد المقروءة التي تؤثر على الشخص بشكل قوي.
- يوجد تنوع في كافة المواد التي ترغب في الاعتماد عليها في علم النفس الإرشادي.
مميزات الإرشاد في علم النفس
الإرشاد النفسي يمتلك عدة مميزات أهمها الآتي:-
- كما هو معلوم أن الإرشاد النفسي قائم على إبصار الأشخاص التي تعاني من مشاكل خاصة في حياتهم بسبب المشكلة ووضع الخطط المناسبة من أجل حل تلك المشكلة.
- من السهل جدا تغيير السلوك الخاص بالمسترشد.
- تحسن من علاقات المسترشد بالأشخاص المحيطين به وتعلمه كيفية الحفاظ على تلك العلاقات.
- تعزز من قدرة الأشخاص على التفاعل مع المجتمع، وتزيد من فاعليته وقدرته على التعامل مع الآخرين والتأقلم مع كافة الظروف المحيطة به.
- تجعل المسترشد قادر على أخذ القرارات المصيرية المتعلقة به.
- كما أن السلوك الإرشادي يبرز للمسترشد أهم نقاط الضعف الموجودة في شخصيته، بالإضافة إلى أنه يُلقي الضوء على نقاط القوة التي يمتلكها، ويبرز أهم المميزات الموجود في شخصيته، وهذا يزيد من ثقته في نفسه.
- يحقق أكبر قدر من النتائج الإيجابية الخاصة بالجزء التربوي، ويجعل الشخص يصل إلى حالة من التوافق التعليمي والاجتماعي والنفسي وأيضا البيولوجي.
في الختام يتضح لنا أن معظم الأشخاص يكافحون حتى الآن بشكل كبير من أجل فهم الفارق الكبير بين علم النفس الإكلينيكي وعلم النفس الإرشادي، حيث أن هذين العلمين من خلال دراستنا لهم يتضح لنا أنهم يشتركون ويتشابهون في الكثير من الوظائف، وذلك إذا كان الأمر يتعلق بالترخيص، فجميعهم حاصلين على نفس الترخيص في كافة الجهات.
اقرأ أيضاً: أهداف علم النفس الإكلينيكي
تاريخ اخر تحديث: 2024-12-23 04:19:57