"
تطور نظام الجودة الصحية
إن النظام الصحى فى كل دولة هو وليد التفاعلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من القطاعات فالصحة كانت ولا تزال مرآة لتفهم المجتمع واوضاعه ونظرة الشعوب الى واقعها وطموحاتها"". ولهذه الاسباب تتأكد صعوبة نقل نظم خدمات الجودة الصحية من دولة الى اخرى دون ادخال تغييرات ضرورية قد تكون جذرية او الاخذ بعين الاعتبار صعوبة تطبيق بعض المقترحات دون تعديل كما ان النظم الصحية تبقى دائما بحاجة الى تطوير واعادة النظر بالقوانين والممارسات بسبب التحول الذى لابد ان يطرأ على المجتمع مع المتغيرات لابد لاى نظام صحى ان يترافق مع هذه التحولات"".
كيف كان نظام الجودة الصحية فى الماضى ؟
ولما كانت العلوم الطبية بدائية فى القرون الاولى لعب رجال الدين دورا اساسيا فى الطبابة والمعالجة فكانو اول الاطباء كما ان المستشفيات الاولى كانت على شكل مرافق دينية شبية بالاديرة والمعابد وكانت الراهبات هن اللواتى يقدمن خدمات الرعاية والجودة الصحية للعناية بالمرضى فى هذا الوقت"". لقد كانت المستشفيات فى العصور الماضية تقوم برعاية المريض واعانته على تحمل الالم مكانت الامراض بغالبيتها مستعصية والشفاء نادرا لذلك كان الاهتمام بالروح ربما اكثر من الاهتمام بالجسد وكانت الصلاة افضل ترياق وانفع دواء واذا كان هناك كم ادوية فكانت عقاقير تحضر من قبل رجال الدين لمعرفتهم بالكمياء واصول الصيدلة "". ومن المهم ان نذكر فى مجال خدمات الجودة الصحية ان العديد من الباحثين فى الادارة الصحية قارن رجال الدين بالطبيب من ناحية علوم النفس والمجتمع فكلاهما على رأس المؤسسة اكانت ديرا او مستشفى وكلاهما ملم بالمعرفة يعاين افرادا قلما يدركون اصول الطب او الفقة وكلاهما يتعاون مع فريق تمريض او رهبانى يدين بالعلم والوفاء لاحدهما بدأت هذه النظرية الفوقية تنحسر فى العقود القليلة الماضية مع ازدياد اهمية دور المجتمع فى السياسة ومبادئ خدمات الجودة الصحية الاولية والانفتاح تجاه الافراد والاسر للعناية تبعا لمسؤولياتهم عن صحتهم وصحة اسرهم"". شاهد ايضا: ما هى الحاجة لادارة الجودة الصحية ؟"