"
نسبية الصحة النفسية
واذا اخذنا الصحة النفسية واختلالها وجدنا ان الامر فيها نسبى كما هو فى الشذوذ فكما انه لا يوجد حد فاصل بين الشاذ والعادى كذلك لا يوجد حد فاصل بين الصحة النفسية والمرض النفسى وفإنها شبيهة فى ذلك بالصحة الجسمية فالتوافق التام بين الواظائف الجسمية المختلفة لا يكاد يكون له وجود ولكن درجة اختلال هذا التوافق هى تبرز حالة المرض عن حالة الصحة كذلك التوافق التام بين الواظائف النفسية المختلفة عند فرد ما امر يكاد لا يكون له وجود ودرجة اختلال التوافق هى التى تميز حالة الصحة عن غيرها"".
اركان الصحة النفسية
الاركان التى اثبتتاها الصحة النفسية الى جانب انعدام النزاع الداخلى نجاح التكيف مع البيئة ونجاح التكيف هذا امر نسبى كذلك فليس هناك حد فاصل ندرك عنده الفرق بين حالتى تحقق التكيف مع البيئة وانعدام تحققه"". ونلاحظ ان التكيف مع البيئة نسبى من ناحية اخرى وهى الناحية المتوقفة على النمو فالطفل الصغير يعتبر فى حالة صحية عادية اذا رضع ثدى امه حتى سن الثانية من ولادته ولكنه لا يعتبر كذلك اذا استمر يرضع الى سن السادسة كذلك الانانية تعتبر حالة من حيت الصحة النفسية فى السنوات الخمس الاولى ولكنها كذلك فى دور المواهقة كذلك الميل الجنسى الناضج يعتبر عاديا بعد المراهقة وغير عادى اذا ظهر فى الطفولة وهكذا"".
ميدان الصحة النفسية
ان علم الصحة النفسية يبحث فى تكوين الافراد وفى علاجهم وفى وقايتهم من العيوب السلوكية او النفسية فى مراحل نموهم المختلفة لهذا يتحتم علينا لدراسة هذا العلم ان ندرس الفرد فى اسرته وفى اثناء تعلمه بالمدرسة وفى اثناء اضطلاعه بعمله فى الحياة وكذلك درسه من حيث علاقاته بالمجتمع وعلينا ان ندرس فى كل هذا مجموعة القوى التى تؤثر فيه وتبين الحال التى يجب ان تكون عليها هذه القوى بحيث ينمو على احسن نمط ممكن ولكن من الامور الثابته ان هذا النوع من الدراسة يكون اقرب منالا اذا قمنا به عن طريق فحص مشكلات السلوك فى مراحل النمو المختلفة لان درس هذه المشكلات يجعلنا نصل الى كيفية ظهورها واساليب معالجتها وطرق تجنب وقوعها وهذا بدوره يهدينا الى درس العوامل المختلفة التى تؤثر عادة فى سلوك الفرد ومعرفة الطرق التى يعمل بها واستنباط امثل الوسائل لضبط هذه العوامل وتوجيهها لصالحة وخيره"". شاهد ايضا: الصحة النفسية والانفصال المؤقت عند الاطفال"